إنهم الكبار.
.. هؤلاء الذين يملكون الصوت والمقومات والتقنيات ويبقون أرجلهم ثابتة على الأرض إيماناً منهم بأن التواضع قيمة مضافة والتكبّر مرآة تعكس صغر الألباب وقلة الثقة بالنفس... إنطلاقاً من هنا، ظهرت ريما خشيش على خشبة مسرح المدينة وسط حضور هائل غصّت به الصالة وهزّت بدويّ تصفيقه الجدران لتحلّق عالياً بصوتها وقوة حضورها وعفويتها وتواضعها.
جمهور ريما خشيش جاء من كل مكان ومن أكثر من جنسية ليتابعها في حفلين موسيقيين من تنظيم شركة "عِرب" وتحت عنوان "ريما خشيش في حفل غنائي" حيث اختارت لهما مسرح المدينة العابق بعبير الفن الحقيقي، وبمشاركة عازف الباص الهولندي طوني أوفرواتر الذي شكّلت معه ثنائياً رائعاًن منسجماً ومختلفاً أضفى على الحفل مزيجاً من سحر الأجواء الموسيقية الشرقية والفانتازيا الغربية.
بدأ الحفل عند التاسعة مساء، فخفتت الأضواء لتظهر ريما وطوني على المسرح وسط تصفيق حاد من الجمهور قبل أن تخطف الأولى الأنفاس مع تحليق صوتها الملائكي عالياً وتراقص النغمات الموسيقية مع أدائها الرائع الذي لم يخلُ من اللعب بين المقامات باحتراف وتقنية. وفي الوقت الذي عمدت فيه إبنة منطقة الخيام الجنوبية إلى تقديم مجموعة من أغنياتها الجديدة التي لم تصدر بعد ومن المفترض أن يتضمّنها ألبومها المقبل، بدأت بالعزف على الدف الكبير الذي أضاف رونقاً خاصاً إلى الأجواء لكنه أجبرها على تغيير طريقة جلوسها كونه أخذ ينحدر عن رجلها بسبب نوعية القماش التي صنع منها بنطالها، فما كان من خشيش إلا أن ضحكت وقالت للجميع: "بالبروفا ما صار معنا هيك... الحق على قماش البنطلون"، لتتابع ثورة الأغنيات قبل أن تتوقف مرة جديدة وتفاجئ الحضور بخلع حذائها ذي الكعب العالي وتقف بثبات على الأرض وتسمو بالموجودين إلى عالم آخر قوامه فن الموشّح الأصيل وأركانه نبض الأغنيات الحديثة ولكن بطابع خاص.
خشيش، التي عادت إلى المسرح مع زميلها مرة ثانية نزولاً عند رغبة الحضور لتختتم مع رائعة العملاق الرائع وديع الصافي "ولو" بأسلوبها الخاص والمتميّز، تحدثت إلى موقع "الفن" معلنة عن توقها الدائم لتقديم هذه النوعية من الحفلات في لبنان والتي تحمل لها حنيناً مختلفاً وأنها تستعد في الفترة المقبلة للسفر إلى أميركا برفقة سيمون شاهين لتعليم الغناء لمدة أسبوع، قبل أن تنتقل إلى هولندا لتسجيل أغنيات ألبومها الجديد، على أن تستقبل فصل الخريف المقبل في مصر حيث ستلتقي جمهورها هناك في حفل ضخم.
لمشاهدة ألبوم صور الحفل، اضغطهنا.